وإياك، إذا سمعت الناس يتكلمون، أن تنطقي.
ثم أخذتاها فطارتا بها في الجو.
فقال الناس: عجبٌ: سلحفاة بين بطتين، قد حملتاها.
فلما سمعت ذلك قالت: فقأ الله أعينكم أيها الناس، فلما فتحت فاها بالنطق وقعت على الأرض فماتت.
قال الذكر: قد سمعت مقالتك؛ فلا تخافي وكيل البحر.
فلما مد الماء ذهب بفراخها.
فقالت الأنثى: قد عرفت في بدء الأمر أن هذا كائنٌ.
قال الذكر: سوف أنتقم منه.
ثم مضى إلى جماعة الطير فقال لهن: إنكن أخواتي وثقاتي: فأعنني.
قلن: ما تريد أن نفعل؟ قال: تجتمعن وتذهبن معي إلى سائر الطير، فنشكو إليهن ما لقيت من وكيل البحر؛ ونقول لهن: إنكن طيرٌ مثلنا: فأعننا.
فقالت له جماعة الطير: إن العنقاء هي سيدتنا وملكتنا: فاذهب بنا إليها حتى نصيح بها، فنظهر لنا؛ فنشكو إليها ما نالك من وكيل البحر؛ ونسألها أن تنتقم لنا بقوة ملكها.