وهل أحد يسمع بهذا إلا اعتراه الحزن؟ .
فلما سمعت ذلك إيراخت جزعت.
ومنعها عقلها أن تظهر للملك جزعاً.
فقالت: أيها الملك لا تجزع فنحن لك الفداء.
ولك في سواي ومثلي من الجواري ما تقر به عينك.
ولكني أطلب منك، أيها الملك، حاجة يحملني على طلبها حبي لك وإيثاري إياك.
وهي نصيحتي لك.
قال الملك: وما هي؟ قالت: أطلب منك أن لا تثق بعدها بأحد من البراهمة.
ولا تشاورهم في أمر حتى تتثبت في أمرك.
ثم تشاور فيه ثقاتك مراراً: فإن القتل أمر عظيم، ولست تقدر على أن تحيي من قتلت.
وقد قيل في الحديث: إذا لقيت جوهراً لا خير فيه فلا تلقيه من يدك حتى تريه من يعرفه.
وأنت أيها الملك لا تعرف أعداءك.