فاضرب لي مثلاً في شأن الذي يضع المعروف في غير موضعه، ويرجو الشكر عليه. قال الفيلسوف: أيها الملك إن طبائع الخلق مختلفة. وليس مما خلقه الله في الدنيا مما يمشي على أربع أو على رجلين أو يطير بجناحين شيء هو أفضل من الإنسان، ولكن من الناس البر والفاجر. وقد يكون في بعض البهائم والسباع والطير ما هو أوفى منه ذمة، وأشد محاماة على حرمه، وأشكر للمعروف، وأقوم به، وحينئذٍ يجب على ذوي العقل من الملوك وغيرهم أن يضعوا معروفهم مواضعه ولا يضعوه عند من لا يحتمله. ولا يقوم بشكره، ولا يصطنع أحداً إلا بعد الخبرة بطرائقه، والمعرفة بوفائه ومودته وشكره.